يرى بعض المحللين الرياضيين والسياسيين أن صفقة انتقال اللاعب البرازيلي نيمار إلى نادي باريس سان جرمان الذي تمتلكه قطر تمثل رسالة تحد توجهها الدوحة للدول المقاطعة لها، وتبرز فاعلية "قوتها الناعمة" في مواجهة كسر الحصار المفروض عليها.
يحمل انتقال اللاعب كرة القدم البرازيلي نيمار من نادي برشلونة الإسباني إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي المملوك من الدوحة، رسالة تحد قطرية للدول العربية المقاطعة لقطر في مواجهة محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا، وحتى رياضيا.
وتحاول قطر التي يتهمها خصومها بالإرهاب منذ قطع المملكة السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات معها، نفي هذا الاتهام عبر عقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول كبرى وشركات عالمية.
وتشكل صفقة انتقال النجم البرازيلي إلى صفوف الفريق الفرنسي محطة رئيسية ضمن هذا السعي نظرا للشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار، أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليا، والقيمة المالية الضخمة للعقد الذي يرافقها.
ويقول الخبير في السياسة العربية في باريس ماتيو غيدار إن "انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان تقرر على أعلى المستويات في قطر، ليسهم، في الوقت الراهن، (...) في التغطية على الجدل القائم حيال مسائل أخرى، وخصوصا الاتهام بدعم الإرهاب". ويرى ان الصفقة "تدفع لتركيز الاهتمام على موضوع اقل جدلا: الرياضة".
ووفقا لاندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن، فإن انتقال نيمار "يوجه رسالة قوية إلى العالم الرياضي" ويشكل "خطوة تحد" في مواجهة السعودية والإمارات خصوصا.
قوة قطر الناعمة
وتلعب قطر، الإمارة الغنية بالغاز والتي يسكنها نحو 2,6 مليون شخص، منذ منتصف التسعينات دورا محوريا في عدد من النزاعات الإقليمية والملفات الشائكة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وبهدف تعزيز هذا الدور، استثمرت قطر أموالا ضخمة في دول كبرى وخصوصا في قطاع العقارات والفنادق والتجارة والنقل الجوي، وكذلك الإعلام والرياضة.
وتمثل قناة "الجزيرة" الفضائية، وشبكة "بي إن سبورت" الرياضية، أبرز رموز هذه "القوة الناعمة"، إلى جانب الخطوط الجوية القطرية التي نجحت في وضع شعارها على قمصان لاعبي نادي برشلونة الأسباني لسنوات.
ويرى خبراء أن وصول نيمار إلى النادي الفرنسي "ضربة إعلامية" ورياضية هامة لقطر.
ويقول غيدار "في الوقت الراهن، يشعر خصوم قطر بالعجز في مواجهة استراتيجية الالتفاف القطرية، إذ أن أيا من هؤلاء الخصوم لا يملك أداة تواصل مماثلة في قطاع الرياضة على المستوى الدولي".
ويضيف "منذ أيام، لم يعد أحد يتحدث عن الصورة السلبية، بل فقط عن انتقال نيمار ،ومن الواضح أن الرياضة هنا تسهم في كسر الحصار السياسي على قطر".
ويرى كريغ أن قطر سعت إلى شراء خدمات نيمار "بأي ثمن"، وإنها دفعت نحو 222 مليون يورو لتمويل الصفقة، وهو مبلغ قياسي في الانتقالات في عالم كرة القدم، معتبرا أن اللاعب البرازيلي يمثل أداة رئيسية للدوحة لإظهار أنها تتصدى فعليا لمحاولات عزلها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق