إنضم إلينا

مصالح المغرب وانضمام تونس إلى "سيدياو" .. تنسيق أم تضييق؟


بعد التجاوب الكبير الذي لقيه طلب انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ"سيدياو"، والذي توج بموافقة غالبية هذه الدول مبدئياً على دخوله، عبرت تونس عن رغبتها في الانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي التي يعدّ الأكبر في المنطقة الإفريقية.
وأوضحت الحكومة التونسية أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تسير نحو منح تونس صفة "عضو مراقب" قبل نهاية سنة 2017.
وفي هذا الصدد، قال يوسف الشاهد، رئيس حكومة هذا البلد المغاربي، "إن تونس تعمل اليوم على إقامة شراكة فاعلة وجامعة ومتضامنة بين بلدان القارة غايتها تحقيق تنمية بشرية مستدامة تحفظ كرامة شعوبنا في كنف الأمن والاستقرار والرفاه".
ويرى محللون أن جمود الاتحاد المغاربي الذي ظل لسنوات بعد تأسيسه في مرحلة "الموت" لاعتبارات عدة، وهو الذي أراد من خلاله دول المنطقة الخمس أن يطور التعاون الاقتصادي ومواجهة أوروبا الشريك الرئيس للبلدان المغاربية، من بين أحد أهم عوامل بحث تونس والمغرب عن مواقع جديدة للنفوذ وتطوير أسواقها؛ غير أن السؤال الأول الذي قد تطرحه موافقة بلدان المنظمة الإفريقية على طلب انضمام تونس هو ما مدى تأثير ذلك على مكاسب المغرب في غرب إفريقيا؟
خالد الشكراوي، الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، يرى أن حذو تونس حذو المغرب في تطلعاته الإفريقية يأتي في ظل الجمود التي بات عليه الاتحاد المغاربي، والذي لا يفتح المجال لتطوير البلدان الأعضاء كما هو الشأن لباقي التكتلات الإقليمية والدولية.
وأوضح الشكراوي، ضمن تصريح لهسبرس، أن وعي تونس بعمقها الإفريقي هو الدافع لطلبها الجديد بعدما ظلت الحكومات التونسية المتعاقبة منذ الاستقلال إلى حدود حكم زين العابدين بنعلي مرتبطة أساسا بالاقتصاد الفرنسي، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن في تونس من تقلبات وأزمات على المستوى الداخلي بات يؤثر على علاقاتها الاقتصادية الخارجية.
من جهة ثانية، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن النموذج الذي يمثله المغرب في إفريقيا، حيث يعتبر المستثمر الثاني في القارة السمراء والأول في بلدان غرب إفريقيا، من بين العوامل المشجعة التي تأخذها تونس بعين الاعتبار في تطلعاتها الإفريقية.
ولفت المتحدث إلى أن السوق الإفريقية هي الخيار الوحيد أمام البلدان المغاربية لتطوير اقتصادياتها، مشيرا إلى أن مجموعة من القطاعات المغربية كالأبناك مثلاً لم تكن لتتطور لو بقيت منحصرة في السوق المغربية.
"أسواق تونس شبيهة بنظيراتها المغربية على المستوى الخدماتي والفلاحي والسياحي؛ ولكنها لا يمكن أن تتطور في ظل انحصار أفق المجال المتوسطي"، يضيف خالد الشكراوي الذي لا يعتقد أن دخول تونس إلى نادي بلدان غرب إفريقيا قد يؤثر على مصالح الرباط في هذه المنطقة.
وزاد الشكراوي موضحاً: "المنافسة دائماً جيدة وتدعو إلى التطوير وليس إلى الخوف"، لافتا إلى أنه على عكس توقعات البعض يمكن أن يقع تعاون تونسي مغربي داخل "إكواس"؛ وهو ما سيمكن من تطوير مصالحهما الاقتصادية المشتركة، خصوصا على مستوى استفادة الجانب التونسي الذي يعاني في السنوات الأخيرة.
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق