إنضم إلينا

ميسي في أزمة


 يعتبر الموسم الكروي الجديد، هو الأصعب في مسيرة النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، سواء في برشلونة أو مع منتخب بلاده، فكلاهما يمر بأزمة طاحنة، ويتعين على اللاعب الكبير أن يرسو بهما على بر الأمان.
وتنطلق غدا الجمعة بطولة الدوري الأسباني "الليغا، التي يبدأ برشلونة مشواره فيها يوم الأحد المقبل، أمام ريال بيتيس، ولكن التطلعات التي كانت ترفع شعار "البداية من جديد" داخل النادي الكتالوني، ذهبت أدراج الرياح خلال الأيام الأخيرة.
فوهة بركان
ويعيش برشلونة، في هذا التوقيت، فوق فوهة بركان، يوشك على الانفجار، ويقض مضجع ميسي نفسه، لكونه اللاعب الذي تحمل بمفرده مسؤولية النهوض بالفريق خلال الفترة الأخيرة.
وستكون الضغوط الملقاة على كاهل ميسي في الموسم الجديد ثقيلة للغاية، فبعد رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن برشلونة، وتفكك الثلاثي الهجومي الأشهر في العالم، والملقب بـ"إم إس إن"، سيكون على النجم الأرجنتيني العمل على انتشال النادي الكتالوني من كبوته، في ظل حالة التخبط وانعدام الرؤية التي يمر بها حاليا.
ولن يفضي التعاقد الجديد لميسي مع برشلونة، والتي أكدت الصحافة أنه سيتقاضى بموجبه راتبا يبلغ 40 مليون يورو سنويا، إلا إلى زيادة الأعباء عليه، وارتفاع سقف أحلام جماهيره.
وتعتمد جماهير برشلونة ومسؤولوه على ميسي للوقوف أمام حالة الهيمنة والسيطرة، التي يفرضها ريال مدريد على الكرة الإسبانية في الوقت الراهن.
ويتطلب حصول النادي المدريدي على لقبين متتاليين لبطولة دوري أبطال أوروبا، ردا مقنعا من برشلونة، ولكن الأخير لا يفعل سوى تعميق أزمته، وإسراع إيقاع سقوطه، وتغذية الشكوك حوله، سواء من الناحية الكروية أو الإدارية.
ويبدو أن وصول المدير الفني، إرنستو فالفيردي، إلى ملعب كامب نو، معقل برشلونة، وهو سابع المدربين الذين يعملون مع ميسي، ليس كافيا في الوقت الحالي.
مهمة وطنية
ويواجه ميسي مرحلة جديدة أيضا مع المنتخب الأرجنتيني، تحت قيادة المدير الفني، خورخي سامباولي، وذلك بسبب الموقف الحرج لهذا الفريق، كما هو الحال مع برشلونة.
وقبل أربع مراحل من انتهاء تصفيات أمريكا الجنوبية، المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، تحتل الأرجنتين المركز الخامس، ولا تمتلك رفاهية ارتكاب الأخطاء في الفترة المقبلة.
وتبدأ الأرجنتين خطوتها الأولى في هذه الفترة الحرجة، في 31 آب/أغسطس الجاري أمام أوروجواي، فيما ستكون الأخيرة في 15 تموز/يوليو 2018، على ملعب لوزهينكي بالعاصمة الروسية موسكو، عندما تهب نسمات المباراة النهائية للمونديال، التي يتوق إليها ميسي.
وقد يكون مونديال روسيا هو الأخير لميسي، وهو بكامل لياقته الفنية والبدنية، ولكن الموقف المتأزم لبرشلونة، قد لا يسمح له بأخذ جرعات مناسبة من الراحة استعدادا لخوض هذا التحدي.
ولم يحالف ميسي التوفيق في مباراة الأمس على ملعب سانتياجو بيرنابيو، معقل ريال مدريد، الملعب الذي قدم فوق أرضيته في نيسان/أبريل الماضي أداء مذهلا واحتفالا فريدا، برفع قميصه أمام مدرجات النادي الملكي.
وكانت حركة سيرخيو راموس الاستفزازية تجاه ميسي أثناء مباراة أمس، هي الشيء الوحيد الذي أثار ردة فعله، قبل أن يخرج هذه المرة من معبد الكرة في مدريد، مطأطأً رأسه على غير العادة.
انتقادات
وكان ليونيل ميسي أبرز لاعبي اللقاء، الذين تناولتهم الصحافة الإسبانية بالنقد، حيث قالت صحيفة "البايس": "المخاطرة الآن تتمثل في تراجع برشلونة بالتزامن مع تراجع ميسي"، مشيرة إلى أن هذا حدث بشكل عكسي في وقت سابق، عندما حقق برشلونة إنجازات كبيرة في ظل تألق النجم الأرجنتيني.
كما نال اللاعب الأفضل في العالم خمس مرات، نصيبا من انتقادات الصحافة الكتالونية الموالية لبرشلونة، حيث قالت صحيفة "سبورت": "مستوى الأرجنتيني كان أقل مما يحتاجه البارسا، لقد كان معزولا بشكل كبير، تكبد عناءً كبيرا في التواصل مع زملائه، والاسترسال في تقديم مستوى ثابت".
وفي الجانب المقابل، حظى ميسي هذا الموسم بميزة إضافية بالخلود للراحة، وخوض فترة استعدادات ما قبل الموسم حتى نهايتها، لأول مرة منذ وقت طويل، بعد مشاركته في كأس العالم 2014، وبطولة كوبا أمريكا عامي 2015 و2016.
وأثناء العطلة الأخيرة، عقد ميسي قرانه على صديقته وأم طفليه، أنتونيلا روكوزو، وانطلق لقضاء شهر العسل معها ومع نجليه.
ويبدو الاستقرار العائلي والانسجام، الذي يحيط بالحياة الشخصية للاعب صاحب القميص رقم 10، هو الملجأ الرئيسي له أمام تحديات الموسم الجديد، الذي ينبئ بوجود صراع محموم على كل الجبهات.
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق