إنضم إلينا

الملك يتمسك بالحكم الذاتي ويُسفه مناورات البوليساريو


  الملك محمد السادس يرد بشكل واضح على مناورات خصوم الوحدة الترابية، التي تحاول في تحركات خفية إقحام مؤسسات من غير الأمم المتحدة في وضع تصور للنزاع القائم بين المغرب وجبهة البولساريو، وذلك في خطاب وجهه، مساء اليوم الاثنين، إلى الشعب المغربي بمناسبة تخليد الذكرى الثانية والأربعين لحدث المسيرة لخضراء.
وسبق لجبهة البوليساريو، بإيعاز من الجزائر، أن خاضت داخل ردهات الأمم المتحدة حروبا حامية خلال فترة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل الانتقال من الفصل السادس لميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على البحث عن حل لقضة الصحراء في إطار توافقي، إلى الفصل السابع؛ أي بداية التفكير في مقترح جديد مغاير لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب.
غير أن العاهل المغربي، وتزامنا مع التقرير المرتقب أن يقدمه المبعوث الجديد إلى الصحراء هورست كوهلر أمام مجلس الأمن الدولي نهاية شهر نونبر الجاري بعد الزيارة التي قادته إلى المنطقة، شدد على أن المغرب يظل ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية، التي أرادها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بتعاون مع مبعوثه الشخصي، في إطار احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة، التي يرتكز عليها الموقف المغربي، والتي حددها في أربع نقاط.
أولاها، استبعاد أي حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها. وثانيتها، الاستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة بأن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه.
وثالثتها، أنه يتعين على جميع الأطراف، التي بادرت إلى اختلاق هذا النزاع، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له، والرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة.
والنقطة الرابعة، هي الالتزام التام للمغرب بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية.
ويرى عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن الملك محمد السادس وجه رسائل مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى خصوم الوحدة الترابية.
وقال في هذا الصدد إن "الخطاب الملكي يؤكد رفض المغرب لأي مبادرات أو اقتراحات خارج الجاري به العمل حاليا، أي تسوية النزاع في إطار الفصل السادس الذي ينص على قبول الطرفين بالحل". كما أشار عبد الفتاح بلعمشي إلى أن الخطاب استبعد إقحام أي مؤسسة دولية من غير الراعي التاريخي، بما فيها مؤسسة الاتحاد الإفريقي.
من جهة ثانية، أوضح المتخصص في الشؤون الإفريقية، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن الخطاب يرد أيضا على الرسائل التي تحاول جبهة البوليساريو تسويقها عن الأقاليم الجنوبية بكونها مغايرة ولها أعراف وتقاليد مختلفة عن باقي جهات المملكة؛ وهو الأمر الذي عبر عنه الملك محمد السادس بالقول: "لا فرق عندنا بين التراث والخصوصيات الثقافية واللغوية بكل جهات المغرب، سواء بالصحراء وسوس، أو بالريف والأطلس، أو بالجهة الشرقية".
ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن خطاب المسيرة الخضراء يؤكد على مواصلة المغرب لمبادرته في الصحراء، والتي تضمن حقوق الصحراويين في التنمية، وأن الحل الذي يقترحه ينطلق من أساس تنموي ويحيل على الاستفادة من بعض التجارب الدولية.
وكان الملك محمد السادس قد أكد في خطاب الذكرى الثانية والأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء أنه "على المستوى الداخلي لن نقف مكتوفي الأيدي، في انتظار إيجاد الحل المنشود، بل سنواصل عملنا من أجل النهوض بتنمية أقاليمنا الجنوبية، وضمان الحرية والكرامة لأهلها".
وأبرز الملك في الخطاب ذاته أنه "في هذا الإطار، سنواصل تطبيق النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، بموازاة مع تفعيل الجهوية المتقدمة، بما يتيح لساكنة المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم، والمساهمة في تنمية منطقتهم".
وأضاف أن "المشاريع التي أطلقناها، وتلك التي ستتبعها، ستجعل من الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا مندمجا، يؤهلها للقيام بدورها، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكمحور للعلاقات بين دول المنطقة".
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق