علق الشيخ السلفي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، حماد القباج، على قيام النظام السعودي بالسماح للمرأة بسياقة السيارات، حيث ربط القرار بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
و قال القباج في تدوينة على صفحته بالفايسبوك :"في عمرة رمضان سنة 2005 جمع مجلس بيني وبين أحد شيوخ السعودية، وكان له منصب هام جدا في الدولة ..فتكلمت في ضرورة العناية بحقوق المرأة في السعودية، وأن العلماء متأخرين جدا في ذلك؛ وأنه يطغى عندهم جانب الواجبات على جانب الحقوق ..، وأن هذا يتنافى مع الهدي النبوي ومقاصد الشريعة؛ وأن هذا سيخلق ردة فعل سيئة تخرج من الوسط النسائي والتيارات العلمانية ..فكان جواب ذلك الشيخ سلبيا جدا؛ ومنه قوله: "يا شيخ نحن لا نبغي بدلا بالتوحيد، وهو الذي له الأولوية في هذه البلاد ..." ، فقلت له: "حقوق المرأة من التوحيد، وإذا لم تدعوا إليها باسم الإسلام، سيدعو إليها العلمانيون باسم الليبرالية" ، فقال لي: "هذه مبالغة بارك الله فيك"! لقد توفي ذلك الشيخ رحمه الله ..ولو عاش إلى اليوم لتكدر فؤاده من هذه المهزلة والبهدلة التي يفعلها العلمانيون المتطرفون بشيوخ (التوحيد)".
و أكد قباج في نفس التدوينة أن :"هؤلاء الشيوخ رسخوا غلوا وتطرفا في إلزام المرأة بما لا يجب عليها وحرمانها من حقوق مهمة” في إشارة لقرار السماح بقيادة السيارة للنساء؛ مضيفاً بالقول : ” وصاروا مضطرين للتراجع عن (تطرفهم) بأمر من فضيلة الشيخ المصلح العلامة (ترامب)! الذي وضع لهم منهجا علميا لترسيخ الاعتدال .. نعم: ترامب ومركزه: رواد في الاعتدال ومقاومة التطرّف أما البنا وجماعته: فمميعون للدين منتهكون للكتاب والسنة وبعد أن كان شيوخ (التوحيد) يأمرون ب(واجب) البراء المتطرف مع جماعات إسلامية معتدلة؛ صاروا الآن يشيدون بالسياسة الأمريكية! “."
كما تابع القباج هجومه على السعودية حيث كتب :
هذا الواقع المؤسف يؤكد بأن علماء الدين بحاجة لإصلاح يرتكز على:
1 تصحيح منهجية تعلم الشريعة الربانية الغراء
2 رفع الوعي الفكري والسياسي
3 الانفتاح على الخبرات والتجارب الإنسانية النافعة
4 التحلي بأخلاق الشجاعة والتضحية، أو الاعتزال لمن غلب عليه الجبن والخوف
5 التخلي عن خلق الكبر وسلوك الاستعلاء الذي يتولد من ظن الشيخ أنه أفضل من باقي الناس بسبب المعلومات التي يعرف من دين الله تعالى
وإلا فسيعرضون دين الله العظيم -الذي يحملون وسام الدعوة إليه والالتزام به-؛ سيعرضونه لسخرية من لا خلاق لهم، وسيعرضون المجتمعات الإسلامية لفتنة واسعة تنفرهم من الدين والتدين وتضعف مناعتهم ضد العلمانية ..
وإذا كان علماء الوعي والتضحية وراء القضبان ..
فمن يحمي المجتمع السعودي من حملة العلمنة التي يترأسها (ترامب)؟؟
شيوخ (التوحيد) -إلا من عصمه الله- عاجزون متملقون يصدرون الفتوى ونقيضها بطلب من الحاكم ..
وشيوخ الوعي والإصلاح والأمانة -إلا من سلمه الله- وراء قضبان الظلم والاستبداد المتطرف ..
تنبيه:
قولي: "شيوخ التوحيد" أذم به شيوخا اقتصروا من الدين على بوابته العظمى ولم يقبلوا الدخول إلى بيته الجميل؛ المؤثث بأجمل الأثاث؛ ومن ذلك: ما فيه من سبق عظيم في مجال حقوق المرأة ..
فتوحيد الخالق جل وعلا هو أعظم الدين وبابه الذي لا يدخل إلا منه؛ لكن: لماذا تبقى قرب الباب ولا تتجول في غرف البيت الرائعة؟!
ملاحظة:
قطر أخذت بفتاوى العلامة القرضاوي فظهرت منسجمة مع ذاتها ومبادئها، وفرضت نفسها في مجال حقوق الإنسان ومحاربة التطرّف ..
والسعودية ورطت نفسها وعلماءها بفتاوى متشددة وفقه أعرج ووعي أعمى ..
ومع ذلك تهاجم السعودية قطر وتتهمها بدعم التطرّف والإرهاب!
0 التعليقات:
إرسال تعليق