إنضم إلينا

بعد استفتاء انفصال كردستان العراق .. تهديدات وتوجسات وإدانات


يكاد لا يمضي يوم واحد أو حتى ساعة إلا وتنقل وسائل الإعلام على الهواء مباشرة تهديدا ووعيدا من كبار مسؤولي الدولة العراقية أو دول الجوار، فتارة يهددون بغلق المطارات والمنافذ الحدودية وتارة بالحصار والتجويع، ويذهب آخر باتجاه الهجوم العسكري والاحتلال والاجتياح.
ومن المؤكد أن كل هذه اللغط الاعلامي تحول الى حرب نفسية على المواطن الكردستاني، ستترك آثارها على كل مناحي الحياة، وأولها أوضاع الأسواق وخلق أزمات اقتصادية أخرى وارتفاع بالأسعار.
وقالت، آمنة محمد، ربة منزل من اربيل وتحديدا من قسم المواد الغذائية بأحد مراكز التسوق الكبيرة بأربيل: "جئت إلى السوق لشراء بعض المواد الغذائية الأساسية وتخزينها تحسبا لغدر الجيران الذين تعلمنا على غدرهم على طول التاريخ"، مضيفة أنه "مع أن الأسعار لم ترتفع الا قليلا ويكاد ينعدم تأثيرها، ولكن نحن نخشى من ارتفاعها أو قطعها بسبب تهديدات العراق ودول الجوار الذين أثبتوا مرة جديدة انهم لم ولن يتغيروا مع الأسف".
وتابعت"قمت بشراء الزيت والسكر وحليب الأطفال والأرز وهذه هي الأشياء الأساسية، ومن الملاحظ بصراحة أن الأسواق مزدحمة أكثر من ذي قبل والناس يقومون بشراء المواد الغذائية أكثر من الفترات السابقة".
وأضافت "نحن في كردستان لدينا تجارب وعانينا كثيرا من مآساة الحصار والجوع والحروب لذلك نحسب حساب لكل شيء ونتوقع أي كارثة خصوصا ونحن نعرف أعدائنا جيدا ونعرف ان العالم يبحث عن مصالحه فقط ولا يهمه حياة ومستقبل الشعوب".
ومضت "ولكن نحن أيضا مصرون على المطالبة بحقوقنا نحن صوتنا وقلنا نريد دولة، هل هذه هي جريمة؟ لماذا لا يفرضون الحصار على داعش؟ لماذا لم يقطعوا الطرق عليهم في الموصل والرقة؟".
من جهته قال، خوشناو عبدالله (21 عاما) طالب جامعي "بصراحة جئت إلى السوق اليوم لشراء بعض الألبسة الشتوية ونحن على أبواب موسم الأمطار والبرد، ولكن تفاجأت بأن الناس يقومون بشراء المواد الغذائية، لم أكن أشعر بوجود أزمة من قبل ولكن من خلال مشاهداتي في هذا السوق الشعبي تيقنت ان الناس يشعرون بالقلق".
وأعرب عن اعتقاده بأنه "لا شيء يدعوا للقلق ، ولكن يبدو أن الحرب النفسية والاشاعات المغرضة قد أثرت بشكل او باخر على البعض والناس هنا هم من يخلق الازمة ".
وعن رأيه بردود أفعال العراق ودول الجوار والعالم، أجاب مبتسما، "أنا لست سياسيا ولا أهتم كثيرا بالسياسة إلا بقدر كوني شابا من كردستان وبحكم ما جرى ويجري لنا أصبحنا جميعا تقريبا نهتم بالسياسة، فردود أفعال العراق ودول الجوار كانت متوقعة، ولكني تفاجأت بموقف أمريكا وأوروبا، خاصة ولكوني أجيد اللغة الانجليزية وأتابع ما يردده الغرب عموما عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، فقد أصبت بالصدمة من مواقف الدول الغربية وهو لاأخلاقي الى أقصى حد".
وقالت سهى خلف، ربة منزل (29 عاما) تعيش في مركز قضاء شيخان "بصراحة ألاحظ بأن سعر مادة الطحين هنا ارتفع قليلا وأيضا الزيت وتحسبا لعدم ارتفاعها أكثر بسبب تهديد دول الجوار بفرض الحصار والتجويع، قررنا التسوق وتخزين المؤونة في البيت خوفا من الحصار أو غلاء الأسعار فالوضع غير مستقر في المنطقة والجميع يهدد والمجتمع الدولي صامت صمت أهل القبور".
وأكدت وباصرار على أنه "بقدر ما يقلقنا ويزعجنا كل ما يقوله المسؤولون في العراق أو الدول الأخرى، فإن ارادتنا لم ولن تنكسر، فنحن مظلومون ونطالب بالأمن والأمان والحق والعدل، وإّذا قبل العالم أن نهاجم أو يفرض الحصار علينا أو تجويعنا فنبارك لهم إنسانيتهم".
في المقابل، قال نايف رشو، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في شيخان "فعلا ارتفعت أسعار مادة الطحين والزيت قليلا، فسعر لتر الزيت كان بألفي دينار (حوالي دولارين)أصبح الآن ألفين وخمسمائة، وكيس الدقيق كان بعشرين ألف دينار والآن أصبح اثنان وعشرين ألفا".
وأردف قائلا "ولكن بحسب معلوماتي، هذا الارتفاع القليل نسبيا ليس له علاقة بالحصار الخارجي الذي لم يحصل لحد الآن ولكن الناس هنا يقبلون أكثر عن ذي قبل على شراء المواد الغذائية الامر الذي رفع الاسعار:، مؤكدا على أنه "ليس هناك نقص في أي مادة غذائية أو غيرها من المواد اليومية أو المنزلية في الأسواق والمخزون من المواد الضرورية، مخزون هائل في عموم كردستان".
أما، محمد عياش، وهو صاحب سوق كبير بأربيل قال "كل شيء متوفر ولم يطرأ أي ارتفاع على الاسعار في سوقنا حتى هذه اللحظة"، مضيفا أن "الفواتير التي وصلتنا قبل ساعة من الشركات الموردة لنا لم يطرأ أي تغيير على كمياتها ولا على اسعارها".
وأوضح "ما طرأ هو اقدام الناس على شراء المواد الغذائية الرئيسية نتيجة ما تروجه وسائل الاعلام المختلفة من أنباء وتهديدات بالحصار وغلق للحدود، ومثل هذه الامور تقلق الناس ولكن حتى الآن ليس هناك شيء اسمه أزمة أو شيء من هذا القبيل ونتمنى أن لا نصل اليها".
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق