إنضم إلينا

واقع اللغة الإسبانية في المغرب .. التعليم يتناقص والاهتمام يتزايد


رغم أن ستة في المائة من المغاربة يتحدثون اللغة الإسبانية، ومن بينهم ملك البلاد وأربعة وزراء في الحكومة الحالية، إلا أن وضعية اللغة الإسبانية في المغرب في تراجع.
وحتى إحصائيات المؤسسات الثقافية الإسبانية بالمغرب، التي تتحدث عن زيادة في عدد مرتاديها بعد سنة 2011، لا يتحاشى مسؤولوها الحديث عن "واقع نقص ورشات الإسبانية في المغرب"، و"ضرورة العمل لأن اهتمام المغاربة لن يأتي من فراغ".
اهتمام متزايد..وتراجُع!
قال خابيير كالبان، مدير معهد ثيربانتس بالرباط، إن "عدد ورشات الإسبانية في النظام التعليمي المغربي تنقص"، وأضاف أن "هذا واقع"، قبل أن يستدرك: "لكن في الجهة المقابلة نرى أن عدد المواطنين المغاربة الذين يتحدثون بالإسبانية يتطور؛ فما بين سنوات 2011 و2016 هناك تطور بنسبة 1.5 في المائة من المغاربة الذين يتقنون الإسبانية"، وفسر هذا بقوله: "الاهتمام في زيادة".
وذكر مدير معهد ثيربانتس بالعاصمة الرباط: "في المؤسسات الثقافية الإسبانية علينا العمل، ولا يمكننا النوم، لأن اهتمام المغاربة لن يأتي من فراغ (مجانا)".
وفي سياق شرحه الأسباب التي ستدفع المغاربة إلى الاهتمام أكثر باللغة الإسبانية استشهد كالبان باللغات العالمية الأربع "التي يتم الحديث بها في أكثر من 10 بلدان، ولغات يتحدث بها أكثر من 100 شخص، وهي الإنجليزية، والإسبانية، والعربية، والفرنسية".
وزاد: "كمغاربة عندكم العربية، والفرنسية، وأنتم في إطار تعلم اللغة الإنجليزية بطريقة سريعة جدا، والإسبانية لها مكانها وستستمر في تطورها، بفعل علاقة المغرب مع إسبانيا وأمريكا اللاتينية، ولكونه بلد سكة بين إفريقيا وأوروبا، وضفة المتوسط مع العالم العربي".
بينما يرى أليكس غيغر سوفيا، سفير دولة تشيلي بالمغرب، أن "مستقبل اللغة الإسبانية في المغرب إيجابي"، مضيفا في تصريح لهسبريس أنها "لغة لا تتوقف عن الانتشار عبر العالم"، بعد توضيحه أن المغرب يعرف "الظاهرة نفسها"، لأنه "قريب جدا جغرافيا من إسبانيا، وقريب جدا ثقافيا من أمريكا اللاتينية".
وشدد السفير التشيلي على أن "الإسبانية وسيلة مهمة جدا بالنسبة للمغربي، نظرا لاتصاله مع أمريكا اللاتينية وبالطبع مع إسبانيا أيضا؛ فهي ثاني أكثر لغة حديثا في العالم".
التراجع مؤشر سلبي
نبيل دريوش، صحافي متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، أكد وجود "تراجع كبير في اللغة الإسبانية والثقافة الإسبانية بالمغرب"، وربطه بتراجع المجهودات التي تبذلها الحكومة الإسبانية لنشر الثقافة الإسبانية "بحكم أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت إسبانيا منذ عشر سنوات حدت من الميزانية التي تخصصها الدولة الإسبانية لنشر الثقافة واللغة الإسبانيتين، سواء من خلال السينما، أو من خلال الاتفاقيات والمراكز..".
وذكر دريوش أن من أسباب التراجع أن "الدولة الإسبانية لم تعد تملك إمكانيات، وبالتالي قامت بسياسة التقشف"، وزاد: "بطبيعة الحال عند القيام بسياسة تقشف نبدأ بالثقافة، ثم نرى الصحة والتعليم لأنهما يسببان المظاهرات والاحتجاجات".
وأردف بأن "جزءاً من الناس الذين كانوا يرون في نمو الاقتصاد الإسباني آفاقا ستُفتح لهم في حالة دراستهم اللغة الإسبانية تراجعت أحلام هجرتهم، ما أثر على تعلم اللغة".
كما حمل نبيل دريوش الحكومة المغربية جزءاً من مسؤولية تراجع اللغة الإسبانية في البلاد لأنها "لم تكن يوما تدعم الثقافة واللغة الإسبانية"، مردفا: "الأفضلية كانت دائما للغة الفرنسية. وحتى الأسر والعائلات ترى أن الإنجليزية تفتح آفاقا أكبر.."، مستحضرا تراجع عدد طلبة اللغة الإسبانية من الآلاف إلى المئات، وقدم هذا المعطى كـ"مؤشر سلبي".
دعم الإسبانية ضروري
شدد نبيل دريوش على "ضرورة دعم اللغة والثقافة الإسبانيتين"، ووضح أن "ضرورة هذا الدعم راجعة إلى المشاكل الكثيرة التي عندنا مع إسبانيا"، وزاد: "نحن ملزمون بالحوار معها، ويقتضي هذا الحوار تكوين نخبة ناطقة بلغتها وتفهم عقليتها".
كما استشهد دريوش بـ"القدر الجغرافي والتاريخي الذي وضعنا وجها لوجه مع إسبانيا"، موردا: "كما كونوا نخبة تشتغل على المغرب وتعرف اللغة العربية، رغم أنها تراجعت مقارنة بفترة معينة، نحن أيضا في حاجة إلى نخبة تفهم إسبانيا وقادرة على الحوار معها، لأننا نرى تدخلها في قضايا مصيرية كقضية الصحراء، ونرى أنه مازال عندنا معها مشكل سبتة ومليلية".
وختم المتحدث ذاته: "الاهتمام الإسباني الكبير (بالمغرب) يجب أن يكون متبادلا للتفاهم وحل المشاكل مع الدولة الجارة، وهذا يمر أولا من تعلم لغتها، وفهم عقليتها، وبالتالي نحن في حاجة إلى نخبة في هذا الاتجاه، والجهة المؤهلة لإعداد هذه النخبة هي الجامعة المغربية".
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق